ترحيب

.....مرحبا بكل الزوار الأوفياء

18 أكتوبر 2009



عماد أرجاز الشرفاوي


أجندة شهر يونيو

الأسبوع الأول:

وأنا أصل إلى نهاية دراستي في أحضان "صاحبة الجلالة"، حكمت علي ظروف وأمور أخرى أن أقضي فترة تدريب في إحدى المحطات الإذاعية في مدينة البوغاز، يمر الوقت هناك بسرعة السلحفاة في يوم صيفي حار، بعيدا عن جو العائلة وخبز أمي وقهوتها، نقاشات الأصدقاء الساذجة حول السياسة وزرقة الرينكون وجمالها؛ ينتابني إحساس غريب؛ شعور بالكآبة، بالتيه وبالإحباط، تعود بي الذاكرة إلى أربع سنوات خلت، حيث كنت أقضي جل اليوم داخل ثنايا غرفة مبعثرة يسودها ظلام شبه دامس، تصلح الغرفة لأي شيء باستثناء أن تخصص لمراجعة الدروس والاستعداد لاجتياز امتحان يسميه المغاربة "الباكالوريا".
شهر الاستحقاقات، هكذا نعت صحفي أبله شهر يونيو لهذه السنة، لكنه "بيني وبينكم" كان محقا؛ فالأسبوع الأول من حزيران لهذا العام سيجتاز فيه الأصدقاء امتحان "الباك"؛ كم هائل من الدروس، يحتاج نوعا خاصا من التعامل والتركيز، المتفوق هو من سيسبر أغوارها بنوع من التأني والهدوء، والراغب في النجاح هو من سيتعامل مع سهولة الامتحان الممتنعة بالتفاني والجد والعمل.
خصص الساهرون على قطاع التعليم ببلادنا، "واعرة هاذ الساهرون" أيام الثاني والثالث والرابع من الشهر لاجتياز عقبة هذا "الاستحقاق" كاستراتيجية جديدة في إطار ما سمي بالمخطط الاستعجالي، "واعرة هاذ الاستعجالي حتى هي" تهدف إلى الرفع من نسبة النجاح والتفوق والوصول بقطاع مهم كالتعليم إلى بر الأمان، الجديد أيضا هذه السنة في امتحانات الباكالوريا هو روزنامة التفاؤل المبالغ فيه بالجودة التي طبل لها وزمر من يعملون على "تسيير" قطاع وهياكل "السكويلة" بالمملكة الشريفة.
مر الأسبوع الأول، ومرت معه فترة الامتحانات العادية، اجتهد من اجتهد، واظب من واظب ولم يضع أجر من أحسن إجابة على الأسئلة البليدة التي تنهل من قول "بضاعتنا ردت إلينا"، فيما عمدت فيه فئات عريضة من" أبنائنا التلاميذ" –كما وصفهم أحد الظرفاء- إلى استعمال ما جد من وسائل "الكوبياريس"؛ الحروزة، البلوتوت وتقنيات البورطابل المجنونة، ترهيب الأساتذة والكتابة على الكف وفي مناطق أخرى من الجسد، يشعر أمامها المكلفون "بمراقبة" سير الامتحان "بالحشومة" وهم يأمرون أصحابها بالكشف عنها والتوقف عن "النقيل" وإلا ستحدث أمور أخرى لن يحمد هؤلاء الغشاشة عقباها....

الأسبوع الثاني:
بدأ حزينا على المغاربة، شعور بالغبن، بالوحدة و "بالفقصة"، سيعمد الناس منذ هذا الأسبوع إلى وقف تبادل الزيارات وصلة الرحم بين بعضهم البعض، سيتجنب أغلبهم ركوب "الطوبيسات"، وسيهجرون الأماكن المزدحمة، وستجنح النساء إلى الاكتفاء بأخذ "دوش" منزلي عوض التوجه إلى "الحمام البلدي" حيث الاختلاط والاكتظاظ وأشياء أخرى؟؟؟. إياكم وتبادل القبل "زعما البوسات"، اغسلوا أيديكم بالماء والصابون باستمرار، وإن أردتم السلامة ضعوا الأقنعة الواقية على أنوفكم.
إنها أنفلونزا "الحلوف" وقد اخترقت حدودنا المحصنة من دون استئذان، وخلقت الخوف والهلع داخل الدروب والأزقة. أتعلمون من أين جاءنا هذا الفيروس؟؟ من بلد المسلسلات التي كنا نعشقها،و أرض "مدموزيل تيريزا" التي تزوجها غالبية الشباب في أحلام يقظتهم، منذ هذا التاريخ سنقطع علاقاتنا مع المكسيك ومسلسلاتها الغبية، لأنها عادتنا بمرضها القاتل انتقاما منها علينا فقط لأننا قمنا بهجرها مغيرين الوجهة صوب دراما العم أتترك القادمة من عاصمة الأناضول، رغم أن القناة المغربية الثانية كشفت عن حسن نوايانا تجاه المكسيك وقامت بدبلجة إحدى مسلسلاتها بلغة نطلب من الله أن "يواليها برحمته" والتي نخشى على بعض المغاربة أن تصيبهم بأنواع أخرى من الأنفلونزا.
من حسن حظ الأحزاب السياسية المغربية أن لا أحد منها يحمل رمز الخنزير، وإلا لكانت غالبية المواطنين قد قاطعته يوم الاقتراع.
هي نهاية الأسبوع، الجمعة 12 يونيو، استحقاق أخر يعرفه المغرب، سياسي هذه المرة، يقال أنها الانتخابات الجماعية، التي ستفرز جيلا جديدا من المستشارين الجماعيين الذين سيعملون على "تدبير" شؤوننا اليومية في الست سنوات المقبلة، حملات انتخابية مسعورة استعمل فيها المشروع والمحظور، رموز بالأشكال، مرشحون بالأعمار "والنسا حتى هما"، برامج بلغة فضفاضة وفجة، وفي النهاية ماذا حدث؟؟ ترهيب، توزيع للمال، شراء للذمم، و"زرود" انتخابية، وزيد وزيد...
كان ما كان ووقع ما وقع؛ انطفأت المصابيح، ذبلت الورود، صدأ المفتاح، خسر الناس في الميزان، سقطت أوراق الأشجار وقلدت الحمامة صوت الغراب، ضيعت الرسالة وجهتها وحبطت "همة" الناس ولم تعد الملائكة تحلق فوق أرضنا...
جماعاتنا الحضرية تفتقد للمصداقية والنزاهة، فيروس الرشوة ينخر جسدها، وروح الضمير مغيبة، كان عمر وجاء زيد، ولا شيء سيتغير عقلية التسيير المحكم استبدلت "بالتضبير" ومنطق المصلحة الشخصية والعائلية مهيمن، "تزيدكم ولا صافي"،.... نقطة إلى السطر.

الأسبوع الثالث:
اختلطت فيه المشاعر، وامتزجت الأحاسيس؛ شعور بفرحة غامرة غير مكتملة، إحساس بغيرة كبيرة لكن بريئة وانتظار يشوبه الخوف والقلق؛ سيتم الإعلان عن نتائج امتحانات الباكالوريا، حقا إنها لحظة مجنونة، وكأن المرء ينتظر وقوع القيامة؟؟
الأربعاء 17 يونيو، عقارب الساعة تشير إلى الخامسة عصرا، وقد تسمرت برفقة بعض الأصدقاء أمام ثانوية الشيخ داود بالمضيق، كم تمنيت نجاح كل التلاميذ الذين جمعني وإياهم موسم دراسي طويل وشاق، خصوصا وأني أعرف غمرة المشاعر التي تصيب الناجحين وهم يتبادلون التهاني.
ابتسامات عريضة، دموع فرح دافئة وعناق جنوني، بمقابل حزن غريب، عبرات باردة وندم جميل، إنه قدر الإنسان وشروط الامتحان، هكذا وجدت لسان حالي يردد أمام بعض ممن فوتوا فرصة النجاح في الدورة العادية لاختبار 2009، في حين كانت فرحتي كبيرة وأنا أرى بعض الصديقات يتفوقن بدرجات خرافية، نجحت "ناهد" بمثابرتها الكبيرة ودعابتها الجميلة، تفوق هدوء "فدوى" وحكمتها فيما أوصل قارب الجد والعمل "لبنى" و"حنان" إلى الضفة الأخرى، إضافة ليقيني التام بإمكانية تفوق "سهام" في الفرصة الثانية.......
في هذا الأسبوع أيضا، كانت قد وصلتني عبر بريدي الإلكتروني، دعوة "مباركة" للمشاركة في جلسة نقاش تقييمي حول خطاب الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما الذي كان قد وجهه للعالم العربي والإسلامي من أرض الكنانة، من دون تردد قبلت "الزردة"، لا تظنوا أنني كنت أطمع في "غرين كارت" توصلني إلى أرض واشنطن أو ولاية فلوريدا، قبلت دعوة أبناء العم سام فقط لأن رغبة جامحة حركتني قصد خلق فسحة تواصل مع رعاة "البقر" تنسينا هموم مرض "الحلوف" الذي تفشى في كل بقاع العالم.

الأسبوع الرابع:
عاد النقاش الساذج من جديد حول السياسة، حديث في المقاهي، في الساحات وفي "راس الدرب"، في هذا الأسبوع وجد الناخبون الكبار أنفسهم أمام تحد من نوع خاص؛ البحث عن مخرج "سياسي" أولا يطبعه التحالفات والاتفاقيات ومواثيق الشرف بين رمز حزبي وأخر، ثم عن موطئ قدم ثانيا داخل دهاليز الجماعات الحضرية، لكن، والحالة المغربية هاته؛ حدثت أمور غريبة، تحالفات عوجاء أصابتها إعاقات دائمة وميزها الشلل النصفي أحيانا، تحالف اليساري الراديكالي مع اليميني المتعفن، اتفق الإسلامي المتعصب مع الليبرالي الجشع، حقا هزلت، وبئس التحالفات هذه، فماذا سننتظر من هكذا جماعات في المستقبل المنظور؟؟ لكم أن تفكروا قبل أن تجيبوا، رغم أنني متيقن أن الإجابة صعبة.
من حسن حظي في هذا الأسبوع، أو من سوئه لا أعلم، أنه يتصادف مع عيد ميلادي، لن أحدد لكم عدد سنواتي، أو يوم ازديادي بالضبط. لكني أردتها خاتمة مختصرة بهذا الحدث "السعيد"، رغم أن شهر حزيران لهذا العام انتهى على إيقاع الألم والحسرة. فكل عام وأنتم بألف خير والمغرب بخير.
وعطلة ممتعة.








27 أبريل 2009

مقال

تردد كثيرا قبل أن يدخل يداه في جيب سترته ، و استخرج منها ورقة ،سلمها لنا و هو مبتسم ، و بكلماته القليلة نطق :
هذه تلك المرثية التي حدثتكم عنها البارحة
سارعنا في أخذها و ذهننا متسابق إلى مكانها ، و أدركنا مباشرة أنها ستعلو صفحة مدونتنا الإلكترونية المتواضعة غدا
- هذا لا شك فيه ... أجابني صديقي فخر الدين عندما أخبرته بذلك .
في هذا النص الجميل و الصادق و المفعم بقيم الحب و الوفاء ، يجد الأستاذ و المبدع حسن الدردابي نفسه مرغما على الوقوف لحظة رثاء في حق صديق عزيز عليه و على سكان مدينة المضيق ، محمد الميموني الذي وافته المنية في حادث مروع كما يصف حسن ذلك . يحاول حسن مخاطبة روح محمد بشكل تساؤلي حينا ، و بشكل أجوبة حينا آخر ، فتسري المعاني و تنطلق الكلمات في قالب حرٍّ و تلقائي تكشف عن شكل علاقتين مترابطتين ، الأولى بين محمد الميموني و حسن ، و الثانية بين محمد الميموني و كتبه التي عاش معها لتشأ الأقدار أن لا يفرقه بها شيء حتى الموت فحرقت أو ماتت معه أثناء الحادث .
يمهد حسن لرثاء محمد الميموني بمعادلة الشقاء المرتبطة بالكتب و المنتهية بها كما نظمها الكاتب عبد الفتاح كليطو ، و يختمها بمقولتين ، الأولى لهيدجر و الثانية لفرويد ، فمن سؤال الوجود إلى الوعي و اللاوعي يؤطر حسن شعورا عاشه بسماعه خبر وفاة محمد الميموني ، فقرر رثاءه ، و بكلمات صادقة كان الرثاء حاضرا .
اليكم هذه المرثية الشبيهة برقعة من رقاع ميلكيادس ، منجم ماكوندو في مئة عام من العزلة رائعة غابرييل غارسيا ماركيز .


الى الفقيد محمد الميموني الذي غادرنا في ظروف استثنائية

الشقاء يكمن في الكتب ... و الراحة هي التخلص من الكتب
ع . ف . كيليطو

ترى هل كان عبد الفتاح و هو يكتب هذه الكلمات يتحدث عن مأساتك لا عن محنة ابن رشد ...
هذه الكتب التي شكلت متعتنا منذ الطفولة أصبحت مع الأيام القاسية مهلكة . و أنت حبك للكتب كان أعمى فاحترق بها جسدك حيا و ميتا .. صُعقت عندما أخبرتني أختك فاطمة أنك احترقت في حادثة رهيبة و انت في طريقك الى الوطن .
و فجعت أكثر عندما أخبرتني أنك احترقت مع كامل كتبك ، و لوحاتك ، احترقت بصفحات من افلاطون و ديكارت و ماركس و نيتشه .
الكتاب الوحيد الذي نجى من المحرقة كان يحمل عنوانا أغرب من الخيال " ميتافيزيقا الحب و الموت " لشبنهاور . لن تصدق أنه الناجي الوحيد ، و الأغرب من ذلك هو ورقة وجدتها في الصفحة 61 من الكتاب بها استشهادان حول الموت و الحب الاولى لهيدجر و الثانية لفرويد .
وداعا صديقي الرائع ...
* لا أزال أرى دماء الكتب و أسمع أنين اللوحات و ألمس في دفاتري جراحا لا تلتئم *
أدونيس
* la question de la mort est le debut de la philosophie *
Heidegger

( 1 ) محمد الميموني : معتقل سياسي سابق توفي يوم 24 / 09 /
1995
حسن الدردابي
الرنكون

أكاذيب أبريل
عماد أرجاز الشرفاوي
نحن أطفال رغما عن أنفسنا؛ نغضب لأتفه الأسباب، نشتم من يعاكس تحقيق رغباتنا، نبكي على من يهجرنا، نصرخ في وجه كل من يصدنا ونكذب، أوليس الكذب معقل الأطفال؟؟ أليس الكذب سبيل الأطفال لإقناع الكبار؟؟.
أنا طفل؛ وقد تأكدت من ذلك بعد شبه يقين، طفل يسرع، يترنح ويغفو بل ويكذب أيضا.
في هذه الأيام بالذات، أحس برغبة جامحة تدفعني نحو الكذب، أشعر بشوق متلهف يجرني لقول أشياء ليست صادقة؛ ربما الأسباب تكمن في إحساسي بالضغط، بالإحباط والانكسار؛ أمضي جل وقتي وحيدا، بين الحنين إلى ماض قريب جميل، وبين حاضر غامض مطبوع بالخوف والحيرة، وبين مستقبل أتمناه جميلا، تخترقه سهام بالحب لتصيب قلبه وترديه سعيدا، أو الأسباب راجعة ربما فقط لأننا في شهر أبريل حيث تكثر الأكاذيب والإشاعات والأشياء غير المعقولة، دعونا من هذه الأسباب وغيرها ولنكذب قليلا إذن:
قال الإنجليز يوما أن كل شيء مباح في الحرب والحب، كلام أثبت أبناء الأميرة إليزابيث جدوته وصدقيته، لم يكن كذبا عندما شنت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها حليفها الاستراتيجي المملكة المتحدة، وبالطبع بمعية أصدقاء "ماما أمريكا" بالمنطقة العربية، حربا ضروسا وطاحنة ضد دولة العراق العظيمة بحضارتها وعراقتها الموغلة جذورها في عبق التاريخ، حرب خلفت وما زالت ألاف القتلى والجرحى والإصابات، وجرفت وراءها قرونا من الحضارة والجغرافيا والجمال.
أباح البريطانيون لأنفسهم غزو العراق واحتلاله ونهب ثرواته تحت ذرائع انكشفت عوراتها بمجرد أن وصل أول جندي بريطاني إلى عاصمة الرشيد. كان كذب وبهتان أن يقول هؤلاء أنهم ذاهبون لنشر الديمقراطية وحقوق الإنسان بأرض بغداد، وأنهم سيخلصون الشعب العراقي من جبروت وسلطان الطاغية – غير المأسوف على رحيله – صدام حسين. بكذبة واهية أصبح العراق في خبر كان، وهاهو الرئيس الأمريكي الجديد يطل علينا بكذبة أخرى مفادها أن بلاده لا تسعى إلى الاستمرار بالعراق وأنها ستترك أموره لأبناء الدولة وأنها يضيف أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية كذبا أن لا طمع لديها في خيرات بغداد ومقدراتها، من سوء حظ الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما أننا في منتصف شهر أبريل، فمن سيصدق هذه الكذبة يا حسين؟؟
في الكذب سقط الإنجليز إذن، ويا ليته كان أبريل وقتذاك عندما كان رئيس الوزراء البريطاني السابق عندها قد أعلن أن بلاده ستشارك في غزو شمال العراق وجنوبه، وذلك حتى نقول أنها كانت فقط مجرد كذبة أبريل، لكنه كان شهر مارس وشن متعهدوا خلق الشرق الأوسط الجديد حربا شرسة على الشعب العراقي.
لنجعلها نحن كذبة أبريل ولنقل بصريح العبارة؛ ستشن جمهورية الكونغو الديمقراطية و حليفتها الموزمبيق وبدعم لوجيستيكي من حكومة الباهاماس غزوة لتحرير البيت الأبيض من قبضة رعاة البقر، وعندها سيتم منح أبناء العم سام مزيدا من الديمقراطية والحرية والأمن، سنخلص العالم من طاعون هذا العصر وسنجعل من هذا الكون فضاء منزوع السلاح، هادئ الجانب.
انتهت الكذبة.
إذا كان البريطانيون والأمريكان قد أباحوا لأنفسهم كل شيء قصد تحقيق مصالحهم ولو فرض عليهم ذلك شن حرب على دولة أخرى، فأنا كذلك مستعد لأن أبيح لنفسي كل شيء، لكن هذه المرة في الحب وليس في الحرب؛ فما دام الحب أعمى -كما يقول المغرمون- سأقوم عن قصد مع سبق إصرار وترصد حيلة، بفقء عيني وتحويل كل ما بجانبي إلى ظلام قاتم حيث لا أرى شيئا غير "الست" التي أحلم يوما أن تكون من نصيبي، نسافر معا في عوالم الجمال وإلى مكامن القفار التي لا يصل إليها "عفريت"، ولو كان ذلك سينقلنا إلى جزر "هونولولو" السحيقة. ولا أخفيكم سرا أنني قمت بالفعل ذات يوم بزيارة إلى أقسى مكان كانت "الصديقة خديجة" ترغب أن نزوره معا، لكنني لم أقبل أن ترافقني، وغادرت يومها وحيدا، لا يهم الأسباب بقدر ما يهم الحدث ، فعلى أية حال ذهبت وحيدا إلى ذلك المكان الذي لن أحدد لكم إحداثيات جغرافيته، لأنني ببساطة سأعود إليه الأسبوع المقبل وأخشى أن تتتبعوا خطواتي نحوه.
قد نقسو ذات يوم على أحد، أو نكون نحن سببا في شقائه وتعاسته، أو من جهة ثالثة تشاء الأقدار أن تجمع أناسا بالصدفة، ثم تشاء نفس الأقدار لأن تفرق شملهم، هي بالفعل الصدفة أو دعنا نقول لعبة القضاء والقدر كما سماها أديب أحمق ذات يوم. فمعذرة إن كنت عن غير قصد سببا في شقاء أحد، أو أنني أسأت فهم شخص يكن لي كل الحب والتقدير.
دعوني أكذب على نفسي أخيرا هذه المرة، مؤمنا بمصير القضاء والقدر المحتوم الذي ينتظرني؛ الطفل البحري الفاتن، العاشق للرياضة، الكرم والنوم ينتظر زورقا سيحمله إلى مكان اللاعودة حيث الملعب وحلبةالسباق، قبر حاتم الطائي وسرير من ريش النعام.
إنه أبريل يا أصدقاء، فمعذرة مرة أخرى عن "الدخول والخروج في الهضرة".

23 مارس 2009

تكريم محمد بن عيسى أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة

تكريم محمد بن عيسى بشمال المغرب






جانب من الحظور يتقدمهم المحتفى به : محمد بن عيسى


" محمد بن عيسى الذي حول مدينة أصيلة الساحلية القابعة على ضفاف المحيط الأطلسي إلى قبلة للمثقفين و المفكرين من مختلف بقاع العالم ، فاستحق بذلك أن يكون ابنا بارا للمدينة و استحق بذلك تكريما هنا في هذه المدينة الساحلية هي الأخرى ،المضيق ، و التي تقتسم مع أصيلة أشياء كثيرة تبدأ بزرقة ماء البحر و تنتهي بصفاء و زرقة السماء " ، بهذه الكلمات و غيرها تم مساء السبت 14 مارس 2009 برحاب دار الثقافة بمدينة المضيق شمال المغرب ، تكريم السيد محمد بن عيسى الوزير و السفير السابق ، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة ، لما قدمه من خدمات متميزة للمشهد الثقافي المغربي و العربي و الإفريقي من خلال إشرافه رفقة بعض الزملاء على تنظيم موسم أصيلة الدولي الثقافي الذي يعرف مشاركة العديد من الوجوه الثقافية البارزة على الصعيد العالمي ، و قد شارك في هذا التكريم الذي نظمته جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الفقيه داود التأهيلية بالمضيق ، كل من الناقد و الكاتب عبد الرحيم العلام ، و الشاعر المتميز عبد الكريم الطبال ، و الشاعرة اكرام عبدي ،و الكاتبة الصحفية فاطمة النوك ، و الكاتب محمد بوخزار ، اظافة إلى الكاتب و الصحفي حاتم بطوي ، و اللذين أدلوا بشهادات في حق المحتفى به شملت ذكر بعض مناقبه و شملت أيضا الحديث عن بعض التفاصيل التي جمعتهم سويا و التي تشكل بالنسبة لهم ذكريات لن يمحوها الزمن .
و في كلمة له ، أكد السيد محمد بن عيسى أنه كرم مرتين في حياته ، المرة الأولى في جامعة مينيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية ، و المرة الثانية هنا بمدينة المضيق ،حيث يكرمه شباب من المدينة ، بعدها سلم السيد محمد بن عيسى تذكارا هدية و عربون محبة و إخلاص من طرف الجمعية .

مصطفى العوزي

المضيق

22 مارس 2009

مقال


أحلام اليقظة



عماد أرجاز الشرفاوي



وأنا أهم هذه السنة مغادرة أسوار جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، بعدما منحني القدر أخيرا دخول غمار التكوين والدراسة مع رفاق وزملاء جدد في حضن "صاحبة الجلالة"، أتذكر كلام أحد أساتذة اللغة الفرنسية بالمدرسة الابتدائية، وهو يسألنا:
بماذا تحلمون عندما ستصبحون كبارا؟ أو بعدما ستنهون دراستكم الجامعية؟ وقد كان يقصد وقتذاك المهنة أو الاندماج في سوق الشغل.
كان يرد مراد عندها: dentiste، يتبعه نبيل: Avocat، تقاطعه سناء بصوت عال: Moi médecine، أما أنا فلا أخفيكم سرا أنني كنت أقول دائما وبفرنسية متقطعة: "Moi j'ai beaucoup des rêves mais…." ، وفي قرارة نفسي أعني أنه مهما كبرت درجات الأماني عندي فإنه سيصعب تحقيقها بالنظر إلى الإكراهات، العوائق، الحواجز، المثبطات والأشواك التي قد تواجه البعض، في حين أن البعض الأخر قد يجد طريقه مفروشا بالورود، وهو يتنقل من منصب إلى أخر ويصعد من درجة سلم إلى أخر)السلم الإداري طبعا(.
قد أبدو للبعض متشائما، لكني أعود وأقول جازما أن الجامعة المغربية خلال العقدين الأخيرين بصعب إن لم يكن يستحيل أن تفرز جيلا قادرا أن يعمل شيئا بالشهادة "الخاوية" التي قد يحصل عليها والتي قد تسهل عليه الطريق لولوج سوق الشغل، رغم أن العديد من حاملي الشهادات عندنا يفضل أن يدخل "سوق راسو" عوض أن يطالب بعمل قد يأتي وقد لا يأتي، وقد يجر عليه الويلات والمشاكل في حالة الاحتجاج.
عندما تقضي ثلاث سنوات في جامعة مغربية ما تشعر وكأنها ثلاثة أيام؛ إذا نظرت إليها من زاوية هزالة التكوين وضعف التحصيل، الذي إذا لم يتلقاه الشخص في الجامعة أعتقد جازما أنه يستحيل أن يتحصل عليه في مكان أخر، أما إذا نظرت إلى المدة من زاوية أخرى فستجدها طويلة جدا ومليئة بالشقاء والمعاناة، جامعة غاب عنها الجد والعمل، فأصبحت بالنسبة لبعض الأساتذة سوقا لترويج كتب هزيلة علميا، وبالنسبة للبعض الأخر متنفسا مريحا من بعض الأمراض النفسية التي يعانون منها، وإلا فكيف يفسر أن يطلب " أستاذ" رقم هاتف طالبة وهي تستعد لتجيب عن سؤاله في الامتحان، بعدما كاد يخرج منها شيء أخر ومن مكان أخر تعرفونه جميعا، تحكي لي تلك الطالبة الأسبوع الماضي وهي تبكي وقد حز في نفسي كثيرا.....
من جهة أخرى وهذا ما لا يعرفه بعض الطلبة أن العلاقات، التصرفات بل وحتى العقليات داخل الجامعة تختلف عنها في أيام "السكويلة"، لذلك كنت لا أتعجب عندما أرى "نوفل" وهو يجوب ساحات كلية الآداب بمرتيل يلعب تارة بالماء وتارة بالتراب نناقش مواضيع "كبيرة علينا" حينا ونلعن "جد القراية" أحايين أخرى في جو كنت أعتبره مسليا يبعدنا عن ملل الدروس وكلام الأساتذة النشاز. أما "محمد" بابتسامته العريضة فقد كان جديا ساعة الجد، في حين تجده ولدا مشاغبا ساعات أخرى عديدة.
قضينا أياما جميلة، إلى أن غادرنا يوسف وحمزة وقد كانوا محظوظين.
أما الطفل البحري، فقد كان خارج نفسه دائما، تائه وشبه فاقد للذاكرة، ربما لأن أحلامه كانت كثيرة كما جاء في البداية أو لأنه فشل في توجهه الدراسي، ربما؛ فقد كان يرى نفسه صحفيا مرموقا، مغني "راب" مشهور، لاعب للكرة الحديدية ورجل أجمل فتاة في البنغلاديش، و....
بعيدا عن جو الجامعة، قريبا من الذكريات دائما، أتذكر يوما كيف سمعت أمي الطرق على الباب، فهرولت مسرعة نحوه، لتخبرني أن رجلا على الباب ينتظرني، "جمعت الوقفة" بسرعة الضوء لأجد شخصا فارع الطول، ضخم الجثة وعلامات القلق بادية على محياه، طلب مني أن أرافقه إلى مكان ما لم يرد تحديد موقعه، فقط أنه طمأنني أن رجلا عظيما من المدينة ينتظرني، وصلنا، وقد رافقني ذلك الشخص إلى بناية ضخمة، رأيتها حينئذ قصرا كبيرا، فندق خمسة نجوم، أو فيلا مؤثثة كتلك التي أراها في المسلسلات التركية، استقبلني "الرجل العظيم" استقبال الأبطال، أخبرني أنه سيزوجني ابنته الوحيدة، وأنه سيمنحني منزلا لا يوجد مثيله في المدينة، وأنه سيشغلني رئيس تحرير في أكبر المؤسسات الإعلامية التي كنت أحلم فقط بأن أكون "صحيفي" صغير داخلها، "طرت بالفرحة" وأنا أرى الكثير من الأماني وهي تتحقق إلى أن استيقظت على وقع ضربة قوية توجه صوب ظهري، وصوت يناديني: "نوض أشكارة باركة عليك من النعاس."

12 مارس 2009

جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الفقيه داود التأهيلية تكرم السيد محمد بن عيسى أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة

تنظم جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الفقيه داود التأهيلية ندوة تكريمية لفائدة السيد : محمد بن عيسى أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة ، و ذلك يوم السبت 14 مارس 2009 بقاعة دار الثقافة بالمضيق على الساعة الثالثة و النصف زوالا ، بمشاركة ثلة من المثقفين المغاربة .

02 مارس 2009

إستمرار إعتقال المدون حسن برهون :


جمعية المدونين المغاربة
اللجنة التحضيرية

بــــــــــــــــلاغ إخباري


لا يزال المدون حسن برهون رهن الاعتقال بمخافر الضابطة القضائية لولاية أمن تطوان ، وذلك بعد تمديد مدة الحراسة النظرية.
وفي اتصال بممثلي
جمعية المدونين المغاربة بتطوان أكدوا لنا بشكل متطابق أن المدون والناشط الحقوقي حسن برهون تعرض للاعتقال يوم الخميس 26-02-2009 بمدينة تطوان، حيث تمت إحالتة على الضابطة القضائية ووضع تحت الحراسة النظرية في انتظار عرضه على النيابة العامة التي قررت تمديد مدة الحراسة النظرية.
وأرجعت مصادرنا سبب هذا التمديد إلى خلل في مسطرة الاعتقال والتحفظ لأنها تمت دون إخبار وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية، وإنما بأمر مباشر من الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف، كما رجحت نفس المصادر أن يكون سبب الاعتقال هو الحملة التي يقودها المدون والناشط الحقوقي على بؤر الفساد بالمدينة عبر صياغة بيانات وعرائض شديدة اللهجة وجمع التوقيعات والتقاط
الصور والأفلام ونشرها على مدونته و معرض الصور و قنواته على اليوتيوب ، حيث لم تستثن حملته الوكيل العام لدى محكمة الاسثئناف شخصيا، وذلك بعد الحديث الذي راج على نطاق واسع وتداولته وسائل الإعلام عن ضلوع الوكيل العام في الضغط على مدير مستشفى الأمراض العقلية الدكتور حسنوني علوي لمنح شهادة طبية لبارون المخدرات محمد الشارف تبرر نقله من السجن إلى المستشفى، حيث قدم الدكتور حسنوني استقالته مفجرا بذلك فضيحة قضائية وطنية، وقد سبق لبارون المخدرات محمد الشارف الفرار من نفس المستشفى بعدما قام بتحصيل شهادة طبية تثبت إصابته بخلل عقلي، ثم لاذ بالفرار بطريقة غامضة حيث مكث في إسبانيا لمدة تسع سنوات بعد ارتكابه جريمة قتل ببندقية كانت في حوزته، وحينها تم توجيه الاتهام لمدير المستشفى السابق بعاجي مصطفى بالتواطؤ في تسهيل هروبه كما تمت إقالته وتقديمه إلى المحاكمة.
والمدون حسن برهون معروف بنشاطه الإعلامي على المدونات والمواقع الالكترونية، كما أنه يقوم بمبادرات جريئة لدعم ضحايا الفساد بمدينة تطوان، حيث تعرض للاعتقال عدة مرات، وكان يغادر مخافر الشرطة دون أن يقدم للمحاكمة بعد إجباره على التعهد بالكف عن إزعاج السلطات.
وقد نفذ مجموعة من الهيئات الحقوقية والمدنية المحلية وبعض سكان مدينة تطوان عدة أشكال تضامنية تنديدا باعتقال المدون حسن برهون.
عن المنسق العام:
ذ.سعيد بن جبلي
Scout.net@hotmail.com
062.06.48.95